جدة – حي الزمرد – شارع عبد الله الفرضي
الفرق بين الزكاة والصدقة من الأمور التي تثير تساؤلات العديد من المسلمين فكلاهما يُعتبر عطاء يُقدّم للآخرين، لكن الزكاة هي فرض واجب بينما الصدقة تعد من الأعمال التطوعية و في الإسلام، يُعتبر الفرق بين الزكاة والصدقة مهمًا جدًا لأنه يؤثر في كيفية توزيع الأموال وطرق مساعدة المحتاجين و من خلال هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل الفرق بين الزكاة والصدقة وكيف يمكن لكلٍ منهما أن يكون له تأثيره الخاص على حياة المتبرع والمستفيد.
الزكاة و الصدقة هما نوعان من العطاء في الإسلام، لكنهما يختلفان في العديد من الجوانب والتي تتمثل فيما يلي:
الزكاة هي فريضة واجبة على كل مسلم يمتلك المال الذي يتجاوز النصاب المحدد و يجب على المسلم أن يدفع الزكاة بنسبة 2.5% من المال المدخر سنويًا× تُخصص الزكاة لعدد محدد من الفئات المستحقة، مثل الفقراء والمساكين وهي من أركان الإسلام الخمسة، ومن أنكر فرضيتها يعتبر خارجًا عن الإسلام.
الصدقة هي عمل تطوعي وغير محدد يمكن إعطاؤها في أي وقت وأي مبلغ، وهي تشمل جميع أنواع العطاء مثل المال، الطعام، أو حتى الأعمال الصالحة مثل إغاثة المحتاجين؛ لا تقتصر الصدقة على الفقراء فقط، بل يمكن تقديمها لأي شخص محتاج كما أن الصدقة ليست فريضة على المسلم، ولكنها من الأعمال المحببة في الإسلام.
الزكاة هي التزام ديني بينما الصدقة هي اختيار طوعي ومن خلال الفهم الجيد للفرق بينهما، يمكن للمسلم تحديد كيفية العطاء بشكل يتناسب مع احتياجاته وظروفه.
اقرأ أيضًا" دور المؤسسات الخيرية في تفريج كربة يتيم
نعم، يمكن تقديم الزكاة على شكل مواد عينية، وليس فقط نقدًا، في الإسلام، الزكاة ليست محصورة في المال النقدي فقط، بل يمكن أن تُدفع عبر مواد عينية إذا كانت هذه المواد من نوع المال الذي تجب عليه الزكاة.
على سبيل المثال، إذا كان لديك محاصيل زراعية أو أنعام (مثل الأبقار أو الأغنام) وهي من الأموال التي تجب فيها الزكاة، فيمكنك دفع الزكاة من المحاصيل أو الحيوانات نفسها كما يمكن أن تكون الزكاة عبارة عن طعام أو ملابس أو أدوية إذا كانت هذه المواد مفيدة للمحتاجين وتلبي احتياجاتهم الأساسية.
ويشترط أن تكون المواد العينية مقيمة وتُعادل قيمتها ما يعادل النصاب الذي تجب فيه الزكاة إذا تم دفعها نقدًا و هذا يسمح للمتبرع بتقديم الزكاة بالطريقة التي تناسب وضعه المالي ويساهم في تلبية احتياجات المحتاجين بطريقة عملية وفعالة.
يعتمد حكم تأخير دفع الزكاة في الإسلام على السبب الذي أدى إلى التأخير:
إذا كان التأخير بسبب نسيان أو جهل: إذا تأخر المسلم في دفع الزكاة بسبب النسيان أو الجهل، فإنه يجب عليه دفعها فورًا عندما يتذكر أو يتعلم بفرضها عليه و لا يُعاقب الشخص إذا كان التأخير غير مقصود، ولكن عليه أن يؤدي الزكاة في أسرع وقت ممكن.
إذا كان التأخير بسبب تهاون أو تأجيل متعمد: إذا كان التأخير بسبب تهاون أو تأجيل بدون سبب شرعي، فهذا يعد ذنبًا ويُعتبر معصية؛ تأخير الزكاة عن وقتها المحدد دون عذر شرعي يعتبر خطأً شرعيًا ويجب على المسلم التوبة والاستغفار.
حكم تأخير الزكاة عن وقتها: الزكاة واجبة على المسلم إذا توفرت شروطها (مثل بلوغ النصاب وحلول الحول) ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا إذا كان هناك سبب قهري أو عذر مشروع ومن الأفضل دفع الزكاة في وقتها لتجنب تأخير الحقوق عن مستحقيها.
في النهاية، يظل الفرق بين الزكاة والصدقة أمرًا مهمًا يجب على المسلم أن يفهمه جيدًا حتى يتمكن من أداء واجباته الدينية بشكل صحيح فـ الزكاة هي فريضة من فرائض الإسلام لا يجوز التهاون فيها، وهي حق من حقوق الفقراء والمحتاجين على المسلم الذي بلغ النصاب أما الصدقة فهي طوعية ومفتوحة لكل مسلم، وتتيح له الفرصة لتقديم العون والمساعدة لمن حوله في أي وقت ومن أي مبلغ؛ لا تنس أن العطاء هو وسيلة لتقوية روحك، وتوسيع قلبك، وفتح أبواب الرزق والبركة فكلما تعهدت بالزكاة والصدقة، كلما زاد الأجر وزادت رحمة الله في حياتك.
اقرأ أيضًا" فضل الصدقة كل يوم